محاورات على دروب المعرفة
الجزء الأول والجزء الثاني كاملين في الحوارات المدونة ضمن هذه الصفحة
نظرت الــى حضارتنا العربيــة المشرقية فوجدت أن ما أفرزتــه مـن آداب وفلسفات وديانات كلها تصب فــي قوالب الأوامــر والنـواهي. كل الأفكار هابطة من فوق من أعلى عليين، إما من رب السماء، هذا هو خير وهذا هو شرّ، إفعـل هذا لا تفعل هذا. وإما مـن ملائكة وشياطين كلهم في الأعلى يأمرون وينهون وما على عباد الله أولياء كانــوا أو شعــراء أو خطبــاء أو جماهيــر إلا أن يطيعــوا وينفذوا دون إعتراض أو ممانعة.
لم يوجــد أي هامش في منجزاتنا الحضارية للنقــاش والحــوار والتفاعل الإيجابي... هناك دائما مفيد هو اليد العليا نبياً كان أو ولياً أو حاكماً أو إقطاعياً، ومستفيد هو اليد السفلى. وبين اليـد العليا واليـد السفلى لا يوجد حوار أو نقاش أو تبادل آراء بل يوجد أوامــر ونواهــي تنفــذ بحذافيرها ومن يخالف هــو صاحب بدعة ومهرطق ومـارق يستحــلّ دمـه وماله وعياله وتتم مصادرة عقله وحريته لأنه يشكل خطراً على العقل الجمعي والمسلك الجمعي.
لكل هذه الأسباب أحببت أن أقــدم أفكــاري حــواراً ومجادلة بين أشخاص لكل واحد منهم بصمة عقلــه وأحاسيسه المميــزة المستقلة حتى تأتــي الأفكار وليدة تفاعل عدة آراء وليست إسقــاطاً مــن الأعلــى الــى الأسفل لكي يترسخ فـي أذهاننا الشرقية أن الإنسان ليس كائناً فرداً فقط بــل هــو كائــنٌ إجتماعي كونــي أيضاً وبالفطرة.
احصل على كتاب
محاورات على دروب المعرفة الجزء الأول
ومحاورات على دروب المعرفة الجزء الثاني
من دار النهار للنشر وجميع المكتبات الكبرى
www.darannahar.com