عني و عن بلدتي
فــي بلــدة إسمها بزبدين يحتضنها جبــل الكنيسة مـن اليمين وجبل صنين من اليسار ولدت سنة 1945، أشجار الصنوبــر تحيط ببيتي من جميع الجهات، وعلــى شلــوح تلك الأشجار تغــرد الحساسين وتتمايــل الشحـارير، وتتطاير عصافير الدوري دون كـلل أو مـلل، شجيرات الــوزال تطــل برؤوسها العسجديــة مشرئبــة بيــن أشجــار الصنــوبر، وكذلك شلوح الزعتــر والياسمين البــري وشقائــق النعمــان ومروج من الأقحــوان. في صغــري كنت دائماً أتخيـل جبلي صنين والكنيسة ثديي إمرأة حسناء ونهــر الجعماني بينهما هو نهــر الكوثــر الذي كانت جدتي تحدثني عنــه وهو يسـحّ المسك والعنبــر ليغسل قدمــي بلدتي بـزبدين التي هــي بيت الإله زبــد الآرامـي إله الخصب والعطاء، فما أكرمه من خصب وما أسخاه من عطاء خصوصاً ساعة نسبح في ميــاه النهــر ونحلم بالمستحيل.
دراستي الإبتدائية والثانوية كانت في الجامعة الوطنية في عاليه أما التخرج فكان من جامعة بيروت العربية. دخلت سلك الوظيفة أستــاذاً ثانويــاً في أواخر ستينات القرن العشرين وأنهيت وظيفتي مديــراً لثــانوية قرنايــل الرسمية. وبيــن البــداية والنهـاية ترأست الكثير من اللجان الثقافية والصالونات الأدبية وعرفني الجبل خطيباً وشاعراً ومحاضراً. كتبت في أكثــر الصحف والمجلات اللبنــانية الكبرى والمحلية ولا زلت والآن أتــى زمــن الفايس بــوك ومواقع الإنترنت .
صدر لي كتاب محاورات علــى دروب المعرفة عـن دار النهار للنشر وأنا الآن أعد كتبــاً أخــرى للنشر أتمنى أن تساعد القــارئ على تحقيق إنسانيتــه وممارستها على أرض الواقع الإجتماعمي.
كمال يوسف سري الدين